لقد أتممت الخمسين،
الخمسين الأولى من عمر الإنسان الأول قبل الترانيم،
أتممتها كما يجب، لأنني فيها تماماً، ولأنني أعرف غزارة الشيب الذي يهلل لعالم آخرَ
غير آسفٍ، وأعرف الترهل الذي يمزق الصلابة في لعبة الحياة، وللترهل عودٌ تنحني قامته مقهورةً عن طاعة، والأهم، أنني أعرف عن كثب هبوط واسترخاء الهمة المختبئة في عناوين أخرى ينفق عليها بسخاء خيالي… وأعرف كيف أتخطى حدود المنطق بحيلة العقل الذي تواطأ مع إبداع التجلي، وأعرف كيف أتجنب حتمية الشيخوخة التي تأنس للنهاية في المقاومة الأخيرة التي تساندها عقيدة سحيقة، بديهتها مبتكرة، تنزوي عن العالم الحسي لتقترب من عالم آخر… لنتساوى مع يقظة تسافر مع الأبد كمادة أخرى…
لتعود كنشيد يقارب سرّاً يتألف من أجله نَصّ العالم المكتوب، وأتجول فيه وحدي، مطمئنةً كقنديل فكرة مَسّها النزوع إلى التغريد والصياح، كخاطرة تنتمي للحياة، وتتعثر بها في أوج صعودها بالتحليق المبكر لتضيق بها،