صرخة الطين

صرخة الطين سَعْيٌ دَؤُوب للكتابة، ولاستثمار اللغة لتوسيع أفق الشِّعر. ولعلَّ في بناء الكتاب، ما يشي بالمَيْل إلى الكتابة، أو حداثة الكتابة، سواء في دال التَّفْضِيَةِ، أي في توزيع الصفحات، أو في جعل الفراغات والبياضات، جزءًا جوهريًّا في قراءة المكتوب، وفهمه، أو محاولة اختراق المعنى. وهذه، في تصوُّري، خطوة مهمة في الخروج من أسْر «القصيدة»، من بنيتها الشفاهية الإنشادية، ومن مفهومها الذي لا ينطبق على معنى الشِّعر الذي هو أوسع من القصيدة. فخليل الوافي يسير في هذا الطريق، رغم أنه يُدْرِك مخاطره وأهواله، شعرياً، لكنه بعبارة جبران، يقول لَبَّيْك للخطر، ويواصل الطريق، رهانُه مستقبلي، رغم أنَّ الوراء، في كتابه هذا، يسعى ليصير أماماً، وليس إماماً

صلاح بوسريف