سفر الخروج إلى إسطنبول

لم يكن بِنيتي أن أكتب عن هذه الرحلة التي سيتضح للقارئ هدفُها الأساسي وبعض تفاصيلها في الفصول التالية، بل شعرتُ في أثناء إقامتي في إسطنبول، وتحديدًا بعد خمسة وعشرين يومًا من وصولي إلى تلك المدينة الآسرة، أن لدي ما يجدر أن أدونه لا عن المكان نفسه بل عن رحلتي إليه. إذ وُلِدت لدي الرغبة في الكتابة عن هذه الرحلة بمحض المصادفة بينما كنت أتجول في حديقة گولهانه في إسطنبول حين وصلتني رسالةٌ بالواتس أپ من صديق إسباني. أثارت رسالته لديَّ شجونًا أعادتني إلى غرفتي في الفندق، حيث بدأت أدوِّن ما انتابني من مشاعر الحزن في ذلك اليوم. ولذلك كان أول فصل كتبته في هذا الكتاب هو الفصل التاسع الذي أروي فيه قصة ذلك الإلهام الأدبي الذي لم يحتمل التأجيل بالرغم من جمال الطبيعة في الحديقة الساحرة (وأعتقد أن انهماكي في ترجمةٍ كنتُ قد كُلِّفتها قبل بدء رحلتي بأسبوعين كان أهم سبب أبقى لديَّ جذوة الكتابة خامدةً تحت الرماد وَوَأدَ بذرتها إلى حين

المؤلف