“من الرواية:
مع عبارة (دانييلا) انسحب كيانه كلُّه من رحلته الداخلية، وعاد بسرعة البرق عبر الزمان والمكان.. من خضرة غرب كردفان الوريفة قبل أربع سنوات عبر آلاف الأميال ليستقر داخله من جديد، في المنضدة الطرفية داخل مقهى البجعة الذهبية، في نيويورك الولايات المتحدة الأمريكية في زمننا الحاضر.. ولوهلة لا تعدو نبضة قلب حدّق في وجه دانييلا وقد خامره شعور شديد بالدهشة والتعجب.. أين أنا؟! وماذا أفعل هنا ؟! ومَن تلك الحسناء التي تجلس معي؟.. شعور غامر بأن كل ما حوله جديد عليه ولم يره في حياته من قبل، أفاق منه بعد ثانية واحدة.. هو طبيب ويفهم ماذا تعني ظاهرة الـ(جامي فو) وهي لفظة فرنسية تعني (لم يشاهد من قبل) عكس الـ(ديجافو) أي (شوهد من قبل)..حين يتأخر الدم في الوصول للمخ تحدث هذه الظاهرة، وقد تكلم عنها محمد سيد كثيرًا لأنه يعشق قراءة كتب علم النفس وهو الآن قد ترك كسله ويشق طريقه ليتخصص في ذلك المجال.. جامي فو.. ثلاث سنوات من عمري ما هي إلا عبارة عن (جامي فو) طويلة.. كان من المفترض أن أكون الآن في المستشفى في بحري وقد فرغت لتوي من مساعدة مستر (إبراهيم نمر) أخصائي الجراحة هناك في استئصال طحال طفل مصاب بـ(أنيميا البحر المتوسط)، وبعدها كنت سألتقي بأماني في كلية الطب، لنتغدى سويا وأسألها عن رأي أخيها في طلبي لكي آتي لزيارتهم في البيت يوم الجمعة لأتعرف عليه وأطلب منه يدها.. كنت سعيدًا مثل طفل في صباح العيد وأنا أعبر ممر المستشفى حين أوقفني عند الباب ذلك الشاب الأنيق، وأبرز لي بطاقته وطلب مني أن أرافقه بهدوء.”
رقصة الجنازير
$10.00
Reviews
There are no reviews yet.