حربلك

في حربلك يمشي القارئ على جسر يربط الماضي بالحاضر السوري.. ولا بد أن تؤدي الخطى إلى هذا الواقع بكل تداعياته.. هذا الجسر شيّده الكاتب محمد طه العثمان بعناية كي لا يشعر العابرُ في حربلك أن هناك مطباً ما يجعله يرغب بالعودة

في روايات الخيال يستطيع الكاتب أن يحلق بك حيثما يشاء من دون أن يلتفت إلى مطبّات المنطق والتاريخ والإقناع .. بينما في روايات الواقع يمسك الكاتب بك من يدك كي تمشيا معاً على أرض حيّة، وهنا تكمن مهمته الأصعب ألا يجعلك تعاين المَشْهدَ بعينه؛ بل أن يعيرك أعينَ كل من مروا على هذه الأرض، فتتكوّن الصورة كمحصلة لرؤيتهم ورؤاهم، وفي الوقت نفسه يبثّك إحساسه ، من خلال تفاصيل وحيثيات استطاع أن يدركها بوعيه الأدبي

هذا فعلاً ما استطاع محمد العثمان أن يفعله في “حربلك”.. متسلحا بالمصداقية التي جعلت هذا العمل الروائي يتّسم بالتفرّد إلى حدٍّ بعيد

فعلى الرغم من تحيزه النفسي المطلق للثورة السورية وأهدافها إلا أنه لا يفرضه على القارئ، بل يقدّمه إليه كنتيجة لعدد من الأحداث عبر التاريخ السوري