الهروب من البيت

الحمام يعود إلى البيت قبل كلّ غروب
لن أخشى شيئا بعد الآن، أسوأ شيء حصل لي قد حصل في البيت بين أربعة جدران، لماذا قد أخاف من الشوارع الخاوية والوديان الفسيحة؟
كانت رحلة الحياة كئيبة مثل حقول الذّرة اليابسة في بلادهم البعيدة، اشتدّ رُعبها حينما تراصّت أقدامهم السّوداء في السّفن مُصدَّرَة إلى أرضٍ قاحلة جدباء لا ينبت فيها سوى الفقر
تبع الأب الأم مثل نيزك، ليسقط على غابة شعرها المتصحرة، ثم يشدها نحوه ويسوّيها بالأرض، فيما تتلوى هي محاولة الهرب
البيت؟ لم يتعذّب حين احتقره العالم المليء بالغرباء، لكن كيف لهُ أن يحتمل بصقة بيت الغوالي؟
فكيف ستكون نهايتك؟ انظر إلى نفسك، مسجى كسمكة ميتة، صامت كليل، هش كندفة ثلج؛ ماذا حدث لك؟
يا الله، ما باغية أطيح من عينك ولا من عين حيّاني، يا ساتر أنا ندمانة وخيفانة وما باغية أطيح من عينك ولا من عين حيّاني