فضائله عليهم عبر تصديق تورطه في قضية قتل، فالقرية لم تصدق جهد آمنة –زوجة عبد القيوم- في تبرئته، «بل لم تشفع لها حتى الذبائح والكرامات التي تعجلتها، فعقول القرية قد تحجرت، وصورة الخبر قد ارتسمت في وجدانهم نقشاً محفوراً بإزميل موروث».
اللحن المفقود
فضائله عليهم عبر تصديق تورطه في قضية قتل، فالقرية لم تصدق جهد آمنة –زوجة عبد القيوم- في تبرئته
Book Details
Size | M |
---|---|
Pages | 118 |
Language | العربية |
ISBN | 978-9957-30-609-0 |
الدكتور عبد الدائم السلامي –
لا أشكّ في أنّ قارئَ رواية «اللحن المفقود» للكاتب أسامة رقيعة الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعمّان/الأردن سنة 2015 واجدٌ فيها هذه الرُّوحَ الحكائيةَ بعد أن نفخ منها الكاتب في صلصال بيئته الريفية ما به هيّجَ رغبةَ كلِّ مُفردةٍ من مُفْرداتها في سرد حكايتها سردًا وئيدًا وئيدًا، فيه تخفُّفٌ ظاهرٌ من تعقيدات التجريب الروائيّ وثِقَلِ مَقُولاته النظرية، وفيه حنينٌ إلى منظومة القِيَم الأخلاقية التي راحت تتآكَلُ في مجتمع القرية بسبب تضارب المصالح الشخصية لأفراده بعد أن كانت تمثّل السنَنَ الذي يَزَعُ الناسَ بعضَهم عن بعضٍ -على حدّ عبارة ابن خلدون- ويحقّق لهم وحدةَ ضميرهم الجَمْعيّ، وفي هذا السرد أيضا يحضرُ تَنَافُرٌ لعواطف البعض من هؤلاء وتضافُرٌ لمصائر البعض الآخر منهم.
ما الذي طرأ على واقع مجتمع القرية وحرّك الأحداث فيه إذن؟ إنه تغيُّرُ سرديّات الناسِ، تغيُّرٌ عنوانُه غيابُ اللَّحنِ الناظمِ لجريان أفعالهم، وانشطارُ وعيِهم بما حولهم ما ساهم في تنامي تَعَثُّرِهم الأخلاقيّ وتَبَعْثُرِهم الاجتماعيّ. وهو تعثُّرٌ وهو تبعثرٌ اجتهدت الرواية في تقديم صورة لهما منذ افتتاحيتها، إذْ يحلم راويها في هناءة ليله الصيفيّ بانشقاق القمر إلى نصفيْن مُتباعدَيْن، ويذهب في تأويل ذلك إلى أنّ الانشقاق ليس إلاّ علامةً من علامات موته الذي يُحيل ضِمْنًا على موت براءة بيئته الاجتماعية، فيقول: «وبقيتُ ناقصَ الثبات أوزّع نظراتي إلى نصفي القمر في وجل ثم أحاسب نفسي وأنا في تلك البدايات الأولى من عمري… كيف لي أن أقابل ربّي وقد جاءت الساعة وانتهت هذه الحياة الحلوة؟». هي بالفعل حياةٌ حُلوةٌ تحتضنها قريةٌ «ترقد في وداعة إلى جوار النّيل، تستلهم منه الجودَ والعذوبةَ» وتستلهم منه «العَكَرَ أحيانا». وإنّ مِنَ العَكَرِ ما تكتظّ به الأحلامُ ويُنبئ تأويلُه بما سيحدث في واقع قرية الراوي من فسادٍ في سَجايا أهلها وإفسادٍ فيها.
تجريمُ البطل
تتخذ الرواية من شخصية «عبد القيّوم» مِنْوالاً بُطوليًّا تُفسِّرُ به تأزّم منظومة القيم الأخلاقية داخل القرية، إذْ تقدِّمه للقارئ في إهابِ «رجل عريض البنية وافر الوقار تلمح في قسماته وضاءةَ حُبّه للناس»، ثم هي تُلقي به في تجربة حياتية تتعاور روحَه فيها طاقتان: صورةُ الأولى حُبٌّ كامنٌ فيه، يحفزه باستمرار على التفاني في خدمة الآخرين، وصورة الثانية تنكّر له من قبل مجموعته الاجتماعية. لكأنّما الرواية قد استحضرت بيتَ «العرجي» الذي يقول في صدره «أضاعُوني وأيَّ فَتىً أضاعوا» فاختارت هي أيضا أن تُجرِّبَ إضاعةَ بطلِها عبدِ القيّوم ولو إلى حينٍ، وأنْ لا تُكْمِلَ صفةَ البطولة فيه إلا بعد إخضاعه لمحنة أن يكون ضحيّةً: ضحيّةَ بطولتِه وكريمِ شمائله. ذلك أنه بقدر ما سعى عبد القيّوم إلى حُبّ الناس وخدمتهم سعى مُتَخيِّل هؤلاء إلى تجريده من فضائله عليهم عبر تصديق تورّطه في قضية قتل، فالقرية لم تُصدّق جهد آمنة –زوجة عبد القيّوم- في تبرئته، «بل لم تشفع لها حتى الذّبائح والكرامات التي تعجّلتها، فعقول القرية قد تحجّرت، وصورة الخبر قد ارتسمت في وجدانهم نقشًا محفورًا بإزميل موروثٍ». ويبدو أن خيارَ الرواية تجريمَ بطلها أمرٌ ذو وجاهة دَلالية ستتكشَّفُ للقارئ في الصفحات الأخيرة منها. وقد احتاجت الرواية في تسريد تلك القضيّة إلى حبكة ذات ملمح بوليسيّ، وتفصيلُها تنبُّه الناس إلى وجود جثّة شاب ملقاة بأحد أطراف قريتهم حاملةً أثرَ طعنةٍ عميقة في الظهر. وقد تبيّن لهم أنّ القتيل هو «عثمان ود نايل» الذي حضر حفل زفاف «ضراع الليث ود حامد» بـ«أمونة بنت سعد» وهي «جميلة القرية التي يعرفها الجميع، واشتهرت بنظرتها البريئة التي تسافر في أكباد الشباب كحلم موجع». وقد عُرف القتيل بكونه تعشّق هذه العروس ورغب في الزواج منها ولم يفلح، وهو ما دفعه إلى أن يُشاكس العريس يوم زفافه، حيث قضم شيئًا من قطعة لحم ثم أعطاه بقيّتَها قائلا باستهزاء: «بعض النّاس بنخلّي ليها البواقي والفضلات» وأَتْبَع ذلك بضحكة موبوءة بالخبث. وهو أمر استرعى انتباه عبد القيّوم الذي أنهى حينها ذبحَ خرفان العرس، فراح والسكّين الحادّة في يده يؤنّب هذا الشاب بشدّة في محاولة منه لثنيِه عن مشاكسة العريس. وقد اتكأ الناس على ذلك المشهد ليتّهموا عبد القيّوم بالجريمة، وأبلغوا عنه الشرطة التي اقتاده أفرادُها إلى السجن، ولم تُفلح جهودُ الراوي في تكليف محامٍ للدفاع عن المتّهم الذي اعترف تحت ضغط الشرطة بأنه القاتل.
لُغةٌ بلا ثياب
لئن أظهرت الرواية انتصارَها للحقّ والخير بإعلانها براءة عبد القيّوم، بعد أن تبيّن أن أخت العريس «ليمونة» هي التي قتلت «عثمان ود نايل» انتقاما منها لكرامة أخيها، فإنها لم تُخفِ يأس الراوي من عودة قريته إلى براءتها الأولى التي هي لحنُها المفقودُ، ويتجليّ ذلك في قوله: «أريد واقعا، أريد حاضرا، يَمْثُل أمامي ويُشبعني، واقعا مليئا بالمحبّة والصّدق والإيمان، واقعا يترنّم على لحن الأحلام ثم يمنحنا ما نشدّ به عضد الخير بيننا». وهو قول نستشفّ منه خوف الراوي، ومن ورائه خوف الكاتب، من إمكان استشراء العداوة بين سكّان القرية. ونحن واجدون ما يُبرّر هذا الخوف في دلالة الأسماء الواردة بالرواية، وذلك من جهة أنّ اسمَ عبد القيّوم مُخالفٌ في تكوينه لطبيعة باقي أسماء شخصياتها، حيث لا يتوفّر على طاقة تُعيِّنُ المُسمَّى تَعْيينَ التخصيص على غرار «عثمان ود نايل» و«ضراع الليث ود حامد» و«أمونة بنت سعد»، فالقيّوم اسم من أسماء الله الحسنى، وهذا يجعل كلّ الناس عبادًا للهِ القيّومِ، ومن ثمة فإنّ اسم «عبد القيّوم» يُحيل على كلّ فرد من مجتمع القرية، وكأنّ الرواية تشي بأنّ محنةَ بطلِها قابلةٌ لأنْ تتكرّر في الواقع لدى باقي عباد الله متى غلَّبوا نزوعَهم إلى الشرّ على توقِهم إلى الخير والمحبّة والتسامح.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ جُملةَ أسامة رقيعة إنما هي جُملةٌ شَفَّافةٌ تراها العينُ بلا أثواب، فهي تَعِدُ قارئَها بكشف طبقات دَلالاتها وَعْدًا ممزوجا بتمنُّعٍ خفيٍّ، ولا تني في خلال تمنّعها تُعوِّلُ على نباهته في عدم الاكتفاء بما يظهر له من معانيها وتُحرّضه على الغوصِ في أعماقِ تكوينها فيسهل عليه، حينذاك، تقشيرُ محمولِها وبلوغُ جوهره. ولعلّ في شفافية هذه اللغة ما مثّل سبيل الكاتب إلى عضد نصّه بطاقةٍ كبيرة على تحريك الأحداث والإخبار عن فواعلها وتوصيف بيئتهم بأريحيّة هي من روح الرواية السودانية عنوانٌ من عناوينها. وما تأكيدي خصوصيةَ السرد السوداني وبذخَ إيحاءاته إلا دعوةٌ للإعلام الثقافي العربي لينصبّ بجهده على إصدارات أحفاد الطيّب صالح حتى يفكّ عزلتَها الجغرافيةَ تعريفا بها، وبحثا في شعرياتها وتأويلا لإيحاءاتها.
المستشار أماني عثمان –
النَّفْسُ المطمئنه لدَيْ الْكَاتِبِ أَسَامَّةُ رَقِيعَةُ مُسْتَمِدُّهُ مِنَ الْقِيَمِ وَالْمَوْرُوثَاتِ.. أما الْقِيَمُ نَفْسهَا فهي مُسْتَمِدّهُ مَنِ الْمَثَلَ الاعلي وَهُوَ الْمُرْشِدُ الرَّوْحَيُّ لِدوَاخلِ الانسان دُونَ ان يَنْصَبَ نَفْسهُ مُرْشِدًا وَقَدُّوهُ، فصفاته هُوَ ، وَكَرِيمُ اخلاقه ، وَاِلْتِزَامهُ بِكُلُّ جَمِيلٍ هِي الَّتِي تَدْعُوَ النُّفُوسُ الخيره لِلْاِقْتِدَاءِ بِهِ، وَفِي رِوَايَةِ اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ لِلْكَاتِبِ أَسَامَّةُ رَقِيعَة. كَانَ عبدالقوم هُوَ الْمُرْشِدُ وَالْفَانُوسُ الْمُنِيرُ الَّذِّيُّ يضيئ لِنَادِرِ الدَّرْبِ.. دَرِبَ الرّوحُ، وَدَرْبَ المحبه لِكُلَّ شئ.. كَانَ هُوَ الْمُرَتِّبُ لاحلامه وَطَمُوحَاتُهُ وَلِدُرُوبِ مَشَاعِرِهِ الخاصه والعامه
وَالْكَاتِبُ نَفْسهُ لَيْسَ شَخْصَا وَاحِدًا، بَلْ عُدَّة اشخاص تَتَلَمَّسَ الْجِمَالُ، وَتَتَّفِقَ عَلِيُّ فِعْل الْخَيْرِ، لَيْسَ لانُهُ مذدوج الشَّخْصِيَّةَ وَلَكُنَّ لَانَ حَبُّهُ لِلْأُخَرِ كَثِيفًا وَلَا يَسْتَطِيعَهُ شَخْصُ وَاحِدٍ..
والروايه حَسْبُ قراءاتي لَهَا تَتَحَدَّثُ عَنْ فَاجِعَةِ الْخِذْلَاَنِ كَمِحْوَرِ رَئِيِسيٍّ ،الْخِذْلَاَنُ فِي كُلَّ شئ ذُو قِيَمِهِ روحَيْهِ خاصَّهُ، وَالْخِذْلَاَنُ فِي مُجْتَمَع القريه الَّذِي لَمْ يَرْحَمْ عبدالقوم وَلَا الْمُحِيطَيْنِ بِهِ، الْخِذْلَاَنُ فِي الاصدقاء وَتَخَلِّيَهُمْ عَنكَ فِي احوج الاوقات واقساها، الْخِذْلَاَنُ فِي الامنيات وَتُبَعْثِرَهَا بَعْدَ رِّيَاحِ هَوْجَاءِ الْمَتَّ بِهَا قَادِمَةُ مَنِ اِمْتِحَانَاتُ الْقِدْرِ، وَحَتَّى مُلَاَبَسَاتِ جَرِيمَة الْقِتْلِ الَّتِي قَتَلْتِ الامان وَالْاِطْمِئْنَانَ ماهي الَا رِيَاح هَوْجَاء هُبَّتْ دُونَ قَصْدٍ وَبَعْثَرْتِ امنيات الْبُطْلَ وَجُعِلَتْ طَمُوحَاتُهُ عَصِيَّةُ الْمَنَالِ
وَنُلَاحِظُ بشدة ان الاخر مُهِمَّ جِدَا لدَيْ( نَادِرَ) بَطَلَ اللَّحْنُ الْمَفْقُودُ او هوحَالَ الرَّاوِي نفسه ، فَهَذَا الاخر له حُضورُ قَوِيّ فِي حَيَّاتِهِ لَيْسَ مِنْ بَابِ الامنيات فَقَطْ، بَلْ هو مِنْ بَابِ التَّعَاضُدِ وَالتَّسانَدِ وَالتَّكَاتُفِ لِرُؤْيَةِ جَمَالِيَاتِ اِلْحِيَاهُ، فالاخر فِي اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ هُوَ النَّاسُ والطبيعه وَالْقِيَمَ بَلْ هُوَ الْبُطْلُ الاساسي لِلرِّوَايَةِ..
سَقِفَ الراكوبه الَّذِي تَتَحَدَّاهُ خُيُوطُ الشَّمْسِ وَتَتَسَلَّلُ رَغَمَا عَنْ صُمُودِهُ لِتَصُلَّ مُبَاشَرَةُ لفلب( نَادِرَ) وَودَاعَ ( نَادِرَ) لِلشَّمْسِ سَاعَةَ الْمُغَيَّبِ، وَهُوَ ممتطيا جِدار الْحَائِطِ مُودِعَا وَدَاعِيَا لِهَا بالعوده بَاكَرَا لايقاظه وَالذَّهَابَ للمدرسه.. الاخرون عِنْدَ( نَادِرَ) تجَمُّعَ الاخوات وَمُسَانَدَتَهُمْ فَهُوَ يسَاعِدِهِمْ بِقُوتِهِ البدنيه وَيُسَاعُونَهُ بِتَرْتِيبِ حَيَّاتِهِ وتهيئة الْجَوَّ لامنياته الَّتِي تَشْمَلَهُمْ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.. الْأُخَرُ هُوَ السَّمَاءُ الَّتِي يَكْتُبُ( نَادِرَ) علِيّ صفحاتها احلامه الَّتِي كَانَتْ تذداد كُلُّ يَوْم حُتِّي زَاحَمَتْ النُّجُومُ فِي سَمَائِهَا الرَّحْبِ الَّذِي كَانَ يَفْسَحُ لَهُ كُلُّ يَوْم مَكَاِنَا لِكِتَابَةِ الامنيات الجديده، و الاخر لَدَى ( نَادِرَ) هُوَ أيضا فَاطِمُهُ او ذَلِكَ الاحساس اللَّذِّيَّ ايقظته فِي قُلَّبِهِ وَهِي لَا تُدْرِي حيث يقول البطل : ( مَشَاعِرَيْ اِنْتَظَمْتِ فِي حُضورِهَا واحسست انني قَوِيَّ جِدَا وَفِي امكاني تَرْتِيبَ اِلْحِيَاهُ)
أَمَّا الرِّيفَ عِنْدَ أسامة رَقِيعَةٌ فَهُوَ الامان وَالسّلَامَ الرَّوْحَيَّ ، هوالْاِسْتِجمَامَ مِنْ مَتَاعِب الْحَيَاةِ وايقاعها السَّرِيعَ الْمُرْهِقَ، هُنَاكَ حَيْثُ كُلَّ شئ يَأْخُذَ زَمَنُهُ بِالْكَامِلِ وَمِسَاحَتِهِ الواسعه مِنَ الهدؤ وَالنَّظَرَ وَالتَّأَمُّلَ وَالرِّيفَ عِنْدهُ أيضا هُوَ الْقدرةُ عِلّيُّ الْاِسْتِمْتَاعِ بِكُلُّ الْجِمَالِ وَبِمُنْتَهِي التِّلْقَائِيَّةِ والراحه.. فَعَنْدَمَا تَقْرَأَ اللَّحْنُ الْمَفْقُودُ يَقْفِزُ الِيُّ ذكراتك الاحساس بِالْمَطَرِ ثُمَّ يَمْثِلَ الرِّيفُ حُضُورًا وَاُنْتُ فِي اُكْثُرْ بِقَاعَ المعموره تَمُدَّنَا وَرُقِيَّا وَحضَارُهُ، لَا شئ يُضَاهِيَ الرِّيفُ عِنْدَ أَسَامَّةٍ رَقِيعَةعَلِيٍّ الاطلاق فَهُوَ فِي دَاخِلِهِ يَحْمِلُهُ فِي دَفَّاتِ اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ كَجَوَازِ سُفَرِ مُعَبِّرًا عَنْ هُوِيَّتِهِ الاخلاقية رَغَمَا مِنْ كَوْنِهِ لَمْ ييعش فِي الرِّيفِ لماما ، بَلْ هُوَ فِي اقصى دِيَار الْمَعْمُورَةِ تَمُدُّنَا دُبِّيٌّ وَهُوَ مِمَّا يَدْعَمُنَا كَقرَاءِ بَانِ المستلهم مِنَ الْجُذُورِ لايضير حَسُنَ الزَّهْرُ
. الرِّوَايَةُ رَائِعهُ فِي تَنَاوُلِهَا لِلْخِذْلَاَنِ، وَفِي عُمْق الفكره وَالْمَضْمُونَ، وَفِي مَا يَتَمَنَّاهُ الْكَاتِبُ مِنَ امعان للنَّظَرَ دَاخَلَ الْقُلُوبُ، وَمَا تَعْزِفَهُ مِنْ حَبٍّ، وَمَا يَعْتَرِيَهَا مِنَ اِلْمِ وَخَيْبَاتٌ، امل عَنْدَمًا يُضَيِّعَ اللَّحْنُ مَعَ ضَرَاوَة الرّيحِ الغاشمه، وَعَنْدَمًا تَهُبُّ وَتَهْتَاجَ مُبدِّدَةُ رَاحَتِنَا وَاِمْنِنَا وامنياتنا.. عُلِيَ الْجَمِيعُ وَقْتهَا ان يَتَجَمَّعُوا مَعَ بَعْضهُمْ الْبَعْضَ لِقُهِرَ جَبَرُوتِهَا وَطُغْيَانِهِ.. التَّجَمُّعُ والعوده بَلْ التَّمَسُّكَ بِكُلَّ مَا هُوَ جَمِيلٌ
و مِنَ اِسْتِغْرَاق الواقعيه فِي رِوَايَة اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ، والاحساس بِهَا، ياتيك شُعُور عَجِيب بَان فِيهَا مِنَ الْحَقِيقَةِ تَفَاصِيل اُكْثُرْ مِنْ مافيها مِنْ خَيَالٍ، بَلْ اظن ان دَرَّاسَة الْقَانُونِ لِلْكَاتِبِ كَانَتْ بِسَبَبِ هَذَا الاحساس وَالشُّعُورَ بِالْخِذْلَاَنِ وَالضِّعْفِ اللَّذِّيِّ يُصِيبُ الانسان فِي ظُروف اشبه بِاِعْتِرَافِ عَبْدالقَيُّومٍ.. اِنْهَارَ الْمَثَلُ الاعلي بِالْاِعْتِرَافِ لَيْسَ لانُهُ اِرْتَكَبَ الجريمه بَلْ لانهُ ضِعْفٍ وَاِعْتَرَفَ بِذَنْبٍ لَمْ يَرْتَكِبْهُ وَكَانَ بِاِعْتِرَافِهِ هَذَا دَمارَا نَفْسِيَّا لِنَادِرٍ.. لَيْسَ لانُهُ يَشُكُّ فِي اِرْتِكَاب عَبْدالقَيُّوم لِلْجَرَمِ.. لُوكَانِ الامر كَذَلِكَ لِكَانَ اِهْوِنَّ عَلِيَّ المقتدي( نَادِرَ)، بَلْ لَانَ الْاِنْهِيَارُ النَّفْسِيُّ الَّذِي تَعَرُّضٌ لَهُ عَبْدالقَيُّومٌ وَضَعَّفَهُ هُوَ الَّذِي بُعْثِرَ نَادِرُ لاشلاء ظَلَّ يُلَمْلِمُهَا لِزَمَنٍ لَيْسَ بِالْقَصِيرِ.. وَيُخَيِّلُ لِي ان الدّفَاعَ عَنِ الْمَظْلُومِينَ وَالْمَنْكُوبِينَ واظهار الْعَدَالَةَ والحقيقه فِي اِقْرَبْ زَمِنَ رُبَّما دُفِعَتْ الْكَاتِبُ لِدَرَّاسَةِ الْقَانُونِ وَرُبَّما الْعَكْسِ صَحِيحَا فَتَعَايُشُ الْكَاتِبِ فِي اجواء العداله وَمَا يَعْتَرِيَهَا وَتَعَايُشُهُ بِكَامِلِ شُعُورِهِ الْمُرْهَفِ هُوَ اللَّذِّيُّ قَادَهُ للكتابه عَنهُ.. ايا كَانَ لَا يَقْدَحَ ذَلِكَ فِي عُمْقِ الرِّوَايَةِ بشئ.. شَكِرَا استاذ أَسَامَهُ رَقِيعَةُ عَنْدَمًا يَصْبَحَ الشُّكْرُ وَسَادَةُ نَضَعُ عَلَيهَا رُؤُوسَنَا المتعبه
صديق الحلو –
كتب /صديق الحلو – اخبار اليوم السودانية
الإيقاع المتفرد للجمل وابداع الشخصيات الطاهرة في رواية اللحن المفقود
ادهشني أسلوب أسامة رقيعة في روايته اللحن المفقود …الإيقاع المتفرد لجمله وابداع شخصيات طاهرة ونقية :عبدالقيوم. مسرة. الخضر. الراوي العليم واخته إحسان. رواية اللحن المفقود أشبه بالسيرة الذاتيه. الصور والشخوص فيها دافئة. ودودة ومهذبه. نحس بأنها منا قطعة من فؤادنا أو حلمنا الموئود. صار أسامة يلعب بمخيلتنا منذ الوهلة الأولي. كان التعليم عندنا أشبه بالصحراء التي خلفنا جافا وقاسيا. وكانت المعلومة فيه شحيحة مثل شجرة طندب. ص13. ويأتي الحلم الكبير كبذرة النواة الأولي وذلك اليخضور الذي ينمو ويتسع ويهب الحياة معني أن تعاش. عندما أكبر سوف إذهب الي مكان بعيد لا أعرف أين هو ولكني اعرف كيف هو أنه مكدس بالدهشة والعنفوان وفيه أشياء تسعد البسطاء الذين أحبهم ص15. اللحن المفقود رواية جديدة تسلط الضوء فيها علي الإنسان الخير والشرير. كتابة واقعية تلامس إحساسنا
ليست غامضة ولامبهمة ولكنها مليئة بالاحساس الدفاق وبالحياة في اسمي معانيها حيث نقاء حياة القرية. مبادئها. عاداتها وتقاليدها. كان البرد يأتينا من داخلنا. ويتحدث عن جدته بشجن كانت وهي في الواقع محدثة جيدة كانت قليلة الكلام ولكن يتسرب الي دواخلنا فهم عميق لما أرادت متي ما نظرنا الي عينيها. والراوي يحب المطر ووالدته تكرهه لأن صاعقة أودت بحياة جده …حيث كان اهداء الرواية الي المطر وهو يهطل وعدا جميلا بالاخضرار. اللحن المفقود رواية لاتملك إلا أن تحبها فهي تعطيك إحساس قوي بالحياة في ذلك الجزء من العالم. ..الانسان والأشياء وجوهر القيم. القرية المطمئنة والمحافظة تهزها جريمة قتل تقلق مضاجع الناس. تحس بالشغف للناس البسطاء عند أسامة رقيعة في روايته اللحن المفقود. كتابة متميزة. ..وأسامة قد ترك بصمته. روي سلس. هاديء ومذهل. وأنني اعتبره وإعدا بمستقبل زاهر وخصب. ذاك التدفق السردي. فصول مكتوبة بطريقة تقليدية ومستقلة. .متداخله فيها الأحداث التي خدمت الحكي بمهارة. وتحس بخبرة القانوني أسامة رقيعة لقد وظفها في الرواية بدراية. ما يمتاز به المحامي من دقة المرافعة رصانتها واقناعها وتبصر القانون. إننا أمام أعمال كاتب لم يقراؤه النقاد بعناية. رواية مختلفة خلقت عالما مقنعا وان لم تنتهي بعد. إنني اتوقع ان يكتب أسامة عن الغربة التي عاشها والهجرة في بلاد الله الواسعة وزياراته لكثير من بقاع العالم. حيث حتما سيصيبنا بالإثارة والدهشة ويجعلنا نحلق عاليا ونعرف عن طريقة العالم.