الفقر صناعة الرأسمالية- عالم متبدل وأفاق وةاعدة

تعرض العالم للكثير من المتغيرات العاصفة في السنوات القليلة الماضية، ولنكن أكثر تحديداً في السنوات العشرين الأخيرة، فاهتزت أركان الأرض وتزلزلت على إيقاع المتغيرات السياسية والاجتماعية والذي أوصل تراكمها إلى إحداث تغيراتٍ في البنيات الاجتماعية والسياسية والثقافية في العديد من البلدان على وجه البسيطة. ولعل التغير الذي طرأ حديثاً على النسيج الاجتماعي نتيجة التزايد المطرد لرقعة الفقر على الساحة الكونية من أهم المشكلات التي تعترض حياتنا اليومية، ورغم أن الفقر ظاهرة قديمة، لكنها في تزايد مستمر، وخاصة في ظل النظام الرأسمالي الأمريكي التوتاليتاري الطابع في عالم أصبح بفضل وسائل المواصلات والاتصالات كالقرية، لكنها قرية كونية تتحكم فيها الرأسمالية، وكأنها دمية إلكترونية. فبات من السهل على الإعلام الرأسمالي فبركة وصناعة الأحداث في دول المحيط الرأسمالي والتحكم بها وتطويعها لمصلحة الدول الكبرى التي تشكل المركز الرأسمالي، كالتدخلات العسكرية والسياسية والاقتصادية أحياناً، والتي وصلت إلى حد فرض الحصار الاقتصادي على بلد ما تحت ستار الأمم المتحدة، أو بمباركة الاتحاد الأوروبي، وهي السمة الرئيسة التي تجمع تلك الدول الإمبريالية ذات السيادة، التي انفردت في الميدان العالمي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية في العقد الأخير من القرن المنصرم. ذلك القرن الذي حمل معه الكثير من الويلات والانكسارات والهزائم، وأيضاً الكثير من الانتصارات، ومن سنوات الأمل في مستقبل أفضل للبشرية جمعاء. إذ كان قرناً مليئاً بالتناقضات المخيفة أحياناً، والتي بلغت إلى حد خطر المواجهة بين القوتين العظميين في زمن الحرب الباردة.