التاريخ السري لكلبنا نمور

أفقنا صباحَ اليوم التالي على نباحٍ غريبٍ في أرض حوشنا. نادينا أمنا فلم تُجب، فعرفنا أنها خرجت للعمل في الحقول. اضطررنا للخروج من فراشنا لنستطلع الأمر بأنفسنا، فإذا بالرجل الغريب يُمْسِك بكلبةٍ لم يُرَ قَطُّ مثلُها في البلاد. وقد لاحظنا أنه لم يكن يلبس الملابس التي رأيناه فيها أول مرة، بل كان يلبس بنطالًا وقميصًا وقبعةً. لم يُمهلنا حتى نسأله عن شغله الذي أتى به إلينا بعد انقطاعٍ دام أكثر من سنتين، بل بادر هو بالقول، “الحمد لله على سلامة نَمّور.” شكرناه وبقي السؤال حائرًا في رؤوسنا، فقرأ أفكارنا وقال، “لقد سمعتُ بمحاولة الاعتداء الآثمة على أخيكم نَمّور، وبحكم قراءاتي في علم النفس السريري الحيواني، خلال تجوالي في بلاد الغرب منذ سنتين، أُدْرِكُ أثر الرضَّة العاطفية التي تركتها تلك المحاولة الآثمة على نفسية نَمّور. لقد جلبتُ هذه المخلوقة الجميلة أماندا في آخر رحلةٍ لي إلى برلين، وهي تنتمي إلى سلالةٍ نبيلةٍ معروفةٍ في الغرب تُدعى كلاب الرُّعاة الألمان. وها أنا أضعها تحت تصرف نَمّور، وأعتقد أن بضعة أسابيع يقضيها معها كفيلةٌ بأن تُنسيَه ما تعرض له من إرهاب الأقربين