تعكس رواية (أنثى افتراضية) مرحلة مهمة من مراحل نضوج الكتابة السردية في الأردن؛ فمعظم المزالق الفنية سابقاً كانت تتمثل في عدم قدرة الراوي على التخلص النهائي من دوره مؤرخاً. ومن ثم اكتسبت الشخصيات، في عدد كبير من الروايات صدقاً تاريخياً على حساب الصدق الفني
في مدى رحب متعدد الدلالات، تظهر ازدواجية الشخصية الإنسانية وحالة الاغتراب والصراع الداخلي التي باتت تحتل مساحة شاسعة في الروح العربية هرباً من واقع مؤلم، بحثاً عن متنفس في عالم افتراضي بحساباته المتعددة، وأسمائه المستعارة، وعباراته المسروقة، واشاراته، ونكزاته، وإشعاراته، وتعليقاته -يهرب إلى الــ (Facebook)، ليجد ضالته التي شغلته ، (لماذا لا يدركون أننا لو وجدنا ضالتنا في عالمنا الحقيقي ما كنا انضممنا إلى طوابير الانتظار في هذا العالم الافتراضي)2
والرواية تمثل جزءاً من التحولات الكبرى التي عصفت بالكتابة الفنية نتيجة التطورات التكنولوجية وتحول العالم إلى قرية صغيرة في علاقاتنا الإنسانية، ولا يمكن أن تُصنف الرواية بأنها رقمية مثلما فعل (محمد سناجلة) في رواياته، فــ(أنثى افتراضية) منقسمة في أحداثه وشخوصها بين العالم الواقعي، وعالم افتراضي. أيضاً مكتوبة بتقنية روائية متعارف عليها (كتاباً ورقياً) ، وليست على برنامج (Adobe Flash Player)،فهي رقمية في عالمها الافتراضي فقط، وواقعية في باقي الأركان السردية
Reviews
There are no reviews yet.