Blog

برهان يفتح “بيت الكراهية” المغلق منذ خمسمائة عام

صدر للروائي السوري محمد برهان رواية بعنوان “بيت الكراهية”، عن دار فضاءات للنشر- الأردن، وتقع في 212 صفحة من القطع المتوسط وزين غلافها لوحة للفنان إسماعيل الرفاعي.

والرواية هي الثالثة في أعمال الكاتب بعد روايتي “كاهن الخطيئة” وعطار القلوب”. والخامسة في مجمل أعماله الأدبية التي تضم إضافة إلى الروايات الثلاث كتابيه “نصوص ناقصة” و”مذاق الخفة”.

وتدور أحداث الرواية الجديدة في بيت غرناطي تكتشفه حديثاً الحكومة الإسبانية وتستدعي إليه باحثين عربا ويهود وإسبان لدراسة ثمانية عشر مخطوطاً عثر عليها في البيت.

المخطوطات المدونة باللغات العبرية والعربية واللاتينية تعود للأعوام الممتدة بين 1499 و1501. وهي محاضر مناظرات أجراها رأسا الكنيسة الكاثوليكية في غرناطة آنذاك الكاردينال ثيسنروس والقس طلبيرة.. وتركزت المناظرات على القرارات الكبيرة التي يجب اتخاذها في المدينة بعد سقوطها بيد الملكين القشتاليين وذلك لتحديد أوضاع المسلمين واليهود فيها.

صراع ثقافي يدور بين أعضاء البعثة في رصد وتفسير الاختلافات بين محاضر المناظرات بغية وضع التقرير النهائي لهذه المخطوطات والتوصيات الخاصة بشأنها. صراع يكسر كثيرا من التابوهات الفكرية، الإنسانية والسياسية أيضاً ويعري الأدوار التي يلعبها الكارهون لتكريس الخلافات الدينية والإنسانية وإشعال جذوتها.

يقول الشاعر والناشر جهاد أبو حشيش، إن رواية “بيت الكراهية” هي مرآة فاضحة لوجه الحقيقة التي لم ينجُ منها أحد والتي تعري ادعاءات كثير من الأقانيم الدينية والفكرية، فأينما اختلط النص المقدس بالرغبة في السلطة وجدت الكراهية وأينعت حقول الدم.

إنه نص إشكالي لن يقف معه الكثيرون عند حدود الرواية حيث سيصرخ البعض ضده من منطلقات تخالف الروح التي يريد العمل إشاعتها فيما سيقف آخرون مشدوهين أما المحاولة الجديدة التي يقوم بها “برهان” لنفي فعل الكراهية من أضيق حلقاته و تفكيكه لحالة العداء على المستويين الفكري والإنساني.

ويضيف أبو حشيش، أنه بالمقابل سيقف كثيرون إلى جانب النص لأنهم سيدركون أنهم أمام محاولة للخلاص، لا محاولة لفتح باب البيت – بيت الكراهية.

من جهتها تقول الكاتبة والناقدة الجزائرية الدكتورة بهاء بن نوار في تقديمها للعمل، إن في هذه الرواية يتناوس الغابرُ والراهنُ، ويمثل التاريخُ بكامل عنفه وهمجيّته، وتسلطه، حيث الكلُّ بريءٌ والكلُّ مُدان، وحيث تنفث الكراهية سمومَها الأزليّة مرتديةً قناعَ أزمنةٍ غرناطيّة اصطفاها الكاتبُ بجرأةٍ ووعيٍ، لتكون أحداثها البعيدة صدى وانعكاسا لأحداث اليوم المريرة.

إنّه القلق الكونيّ نفسه الذي فجّره محمد برهان قبل هذا في عمليْه المميّزيْن: “كاهن الخطيئة” و”عطّار القلوب”: قلق الإنسان في كلِّ زمان ومكان، وشكواه القدَريّة من طوفانٍ مائيّ يغرقه، وحرائق ناريّة تلتهمه، وأسئلةٍ حائرةٍ تعذبه؛ أسئلة عن الجدوى وعن!! اللاجدوى، وعن الممكن وقد انزلق أو تمنّع عن التحقّق والابتذال: إنها رواية المأزق الإنساني بامتياز.. عمل يستحقّ كلَّ احتفاء.

ومحمد برهان روائي وصحفي سوري ولد في الزبداني بريف العاصمة دمشق ودرس الإعلام والاتصال الجماهيري في جامعة دمشق وساهم في إنشاء العديد من المشاريع الإعلامية، وهو يشغل اليوم مديرا تنفيذيا لقناة CNBC الفضائية، صدر له كتاب الدراما التاريخية كدراسة أكاديمية عن جامعة دمشق ونصوص ناقصة في العام 2004، ثم تمّ ترجمتها إلى الإنجليزية حيث صدرت عن دار ترافورد في نيويورك، ثم أتبعها برواية كاهن الخطيئة بالإنجليزية لتصدر في نسختها العربية من بعد، ومؤخرا صدرت له باللغة العربية رواية عطّار القلوب.

م.غ

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes:

<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

%d bloggers like this: