صدر للشاعر صلاح بوسريف ديوان شعري جديد، بالأردن، عن دار فضاءات بعنوان “رفات جلجامش. (كش _ بل – كا _ مش) الرجل الذي سينبت شجرة جديدة”. عمل شعري يستغرق الكتاب كاملا، (340 صفحة)، ما أصبح يميز تجربة صلاح بوسريف، التي بات يشتغل فيها على ما يسميه في مشروعه هذا، ب “العمل الشعري”، أو ” حداثة الكتابة” في مقابل “حداثة القصيدة”. كما وضح ذلك نظريا في أطروحاته “حداثة الكتابة في الشعر العربي المعاصر”.
في هذا العمل الشعري، عاد صلاح بوسريف للحفر في الأساطير الأساطير البابلية والآشورية، لبلاد ما بين النهرين، وخصوصا “ملحمة جلجامش” التي أعاد صلاح كتابتها بملء ما بدا له غائبا، أو مطموسا في النص الأصلي. بللعودة بالنص إلى مشكلة الخلق والعدم، أو الموت والأبد، التي بدأت كسؤال شعري وفلسفي بالدرجة الأولى في هذه الأسطورة.
وحاول بوسريف، ربط ما بعد الأسطورة هذه، بما تلاها في التوراة وفي القرآن، وما يمكن أن يكون حدث من تداعيات نصية إبداعية بين هذه النصوص، التي يسميها بوسريف بالنصوص الأولى، أو نصوص البدايات.
من الديوان نقرأ:
لم تملكني خوف الغياب
والأرض بدت لي طعماً،
تتغذى من لحم البشر،
وأنفاسهم المالكة!؟
أنا جلجامش بن ننسون،
العالق بين الأرض والهباء،
من منهما سيغلب خصمه،
ويأخذني إلى ظلامه!؟
:- لم الآلهة قست،
وأفرغتنا من الأبد،
لتنعم به وحدها
إلى الأبد؟